الأربعاء، 5 مارس 2014

صباحها ..







كانت لاتقفُ عند حقل المعقول  حين تتزحلق بفستانها الوردي فوق الرمال تعرف جيداً كيف سيكون الأمر مؤذياً حين ينتهي المرح .. ثم تتخلى عن فستانها بعد محاولة بائسة لتنظيفه ، لكنها في تلك اللحظة تعاند نفسها !
يحدث أن نجرّد ذواتنا منّا ثم نمارس عدوانية تجاهنا .. ثم نعودُ إلينا ونحزن !
هل تلك وحدة ؟
أم استقلال رشيق عن كلّ صور الحياة .. العادية ..!
نصنعُ مغامراتنا وحدنا ونتحدث وحدنا ونقف في الساعة الفارغة من التفاصيل بجانب الدقائق البلهاء !!



تستيقظ في صباحها بوجهٍ كسول تمسك كتابها وتحشر قطعة خبز في فمها وتجلس عند أقرب مكانٍ مشرق يشعرها بالحياة ثم تردد :

الصبح نافذة الحياة على الحياة

تعود لتقليب عديم الروح التلفاز تتأمل ملامح وجوههم وتفاصيل أصواتهم .. كانت مغرمة بالأصوات والأحاديث العابرة حتى استحالت كلها رماداً تشكله الحبال الصوتية ثم صارت نسخة واحدة !
لم تشعر مرةً أنها تقرأ في تلك الساعة .. أو تأكل أو تتفرج ، كانت تفعل أموراً يفعلها الجميع لتذكر خواطرها كيف أن هذه الحياة مملة جداً فيهم ومعهم ، وكيف أنها حين ابتعدت كانت في لحظة صدق .. ثم كفّت عن حياتهم وسحبت يديها إليها ووقفت تتفحص بين الطرق عن مايلائمها كانت داخلها مرآة تعكس فيها كلّ الحياة فعرفت نفسها غير أن الجميع كانوا شخصاً واحداً .. ثم حين صمت حيّزها الصغير عن التمدد التفتوا كلهم إليها :

- الحياة ليست كماتظنين .. الحياة واسعة .
-أنت غير مبالية
- الحياة لعبة .. لا تأخذيها بجدية ..

هي لا تفعل أياً من هذا هي فقط متصالحة مع حالها ومكتفية به عن كل شيء خرافي كما يرون ! عن كل محاولاتهم المتشابهة ..

- أتظنها أيها العابر باردة ؟
- ممم
- لا صدقني ليست كذلك .. هي تحاول أن تخفي نقاط ضعفها عن الكل ، حتى لا تصبح فتاةً سيئة ثم لا تستطيع أن تعود .. أبداً !   


الثلاثاء، 4 مارس 2014

وريف



كان هناك حين قلت تعالوا نتحدث تحت الغيمة
مرر لي الذكرى عَجِلاً وصعد على قوسٍ زجاجي إلى السماء
بحثت عنه
بحثت كثيراً
لكنه كالمطر نصدّقُه عميقاً حينَ هطوله
ونفتقده أكثر حتى يذوب تصديقنا تحت الشمس !